مهنة التعليم

إن المجتمعات تقوم على أكتاف رجالها ونسائها على أساس واحد ووحيد ؛ ألا وهو
الأخذ والعطاء..
هذه المقايضة الطبيعية هي التي تخلق فينا نحن بني البشر روح العمل الجماعي ...
والمجتمع الذي نتعلم بتفاعل معه وداخل إطاره كيف نصون صيرورته على نهج متطور لنتحول من مجتمع إلى مجتمع آخر أكثر تطورا وأكثر رغبة في التفاعل معه وداخل إطاره بوسائل أكثر تطورا وبعقلية أكثر نضجا ....
وهكذا نجد أن المجتمع بما فيه ـ
نواته
البيت والأسرة والزقاق والحي والمدينة والبادية ـ
هي مجتمعة
< المدرسة الكبرىالتي يتعلم فيها الإنسان كيف يصبح إنسانا > ...
حيث إن المدرسة هي:
الراعي الحقيقي لتطور الحياة
والمحافظة على بلورته إلى فعل مستمر:
ينمي الفكر
ويطور رؤية الأمس إلى فعل واقع مرتكز على ثوابت التجربة الحياتية .
والمدرسة كمؤسسة للتربية والتعليم :
ما هي في حقيقة أمرها :

إلا ترتيب عقلاني وعلمي للتطور داخل المجتمع الإنساني ككل ؛
لذلك وجب ألا تقطع عرى الوصال بينها وبين محيط الطفل ؛
وأن تنطلق به من مرئيا ته داخل محيطه تدريجيا إلى ما تزخر به الساحة :
الأدبية
والعلمية
والدينية
والسياسية
والاقتصادية
وغيرها ..
كما لو أنك رميت بحصى صغيرة جدا على سطح ماءداخل لجة ....
إنني لأرى مهنة التعليم

أما للمهن

تلك الأم الرؤوم
الساهرة الليالي
معنية بحال رضيعها الى أن يشتد عوده
فتبقى حتى بعد زواجه تعتبره دلك الرصيع
الذي لا زال محتاجا للرعاية والحنان الأبديين ...
وهكذا ؛
فالتعلم لا يتوقف بتوقف المتعلم عن الدراسة
سواء أكان ذلك التوقف
في المدرسة الابتدائية أوالاعدادية أو الثانوية أو التعليم الجامعي والعالي
برغبة من المتعلم أو رغما عن إرادته
وإنما هو

< التعلم >

معركة تبدأ بتقبل أول نسمة هواء عند ولادته
ولا ينتهي إلا بعد أن يستسلم للموت وتغمض جفونه ...
لذلك كان لزاما على مهنة التعليم أن تزرع في بنيها روح المبادرة الخلاقة
والتي تتولد لذى المتعلم صبيا في السنوات الأولى من حياته
داخل البيت والروض والمدرسة الابتدائية
كي تنمو وتتطور مستقبلا
وكي تقوم المدرسة بكل بناء رصين ....
ولقد اعتمدت على ثلاث ركائز أساسية ..
.........1 ـ الطفل .
.........2 ـ المنهاج .
.........3 ـ الأستاذ.
فان نحن أمعنا النظر في هذه الركائز الثلاث
وجدنا أنفسنا عاجزين عن ترتيبها
حسب أهميتها وأولويتها
بل كلها مرتبطة ببعضها محتاجة إلى كليتها .....
إن المحور الأساس هو الطفل .
لكن هل يمكن لهذا المحور أن يصبح فاعلا إذا اختل ذلك الترابط الوثيق بين أحد الزوجين
< الأستاذ والطفل والمنهاج الدراسي >
بين ــ 1.2 ــ أو بين ــ 1.3 ــ أو بين ــ 2.3 ــ...؟