تميزت البرامج الرسمية المعتمدة في التدريس بخصوصيات متعددة تجزأت فيها الأهداف العامة للمادة الواحدة إلى أهداف مميزة خاصة بمواد فرعية، مثل التعبير الشفوي و الكتابي و الرسم الهندسة و نظام القياس والحساب.... يتولى المدرسون تفريع الأهداف المميزة الواردة في البرامج الرسمية إلى أهداف حصص متعددة تمتد على مختلف فترات السنة الدراسية. و لضمان تحقق العمل التربوي بنجاعة يدعى المربون إلى الاطلاع على الأهداف العامة والأهداف المميزة لصياغة الأهداف الخاصة بكل حصة لتصبح أهدافا إجرائية تقيس جزءا من أجزاء الدرس. أمام تعدد الأهداف ظهرت صعوبات متنوعة صعوبة إيجاد علاقة واضحة بين الأهداف حيث يصبح على المعلم تصور العلاقة بين الأهداف والربط بين مختلف الأنشطة. و أن يقوم بمجهود شخصي للربط بين مختلف المحتويات المقدمة . فكثافة الأهداف وخاصيتها التراكمية تجعل المعلم ينكّب على تحقيق كل الأهداف في ترتيب محدّد مسبقا وعليه ان ينتبه ليستوعب المحتويات المتصلة بالأهداف دون تمييز بين درجة الأولوية أو الأهمية فكلها متساوية في قيمتها. ان صعوبة تغطية كلّ المحتويات وتحقيق كلّ الأهداف نظرا إلى غزارة الأولى وصعوبة الثانية ينتج عن ذلك :تحوّل المعلم إلى مختص في مادة التدريس دون ربط افقي بين مختلف المواد كما تقلص التوظيف الواعي لكل المكتسبات العلمية او اللغوية…
بالنسبة إلى المتعلم فيتشبث ببعض أجزاء المعرفة دون أن يبلغ القدرة على التصرّف فيها متكاملة. ناهيك عن صعوبة تقييم مختلف جوانب المعرفة. عادة ما ترد الاختبارات في شكل مجموعة من الأسئلة المستمدة من كلّ الدروس دون ربط بينها. مما يوقع المعلم في حيرة لانتقاء أسئلة الاختبارات الشفوية أو الكتابية أو لبناء مسائل رياضية. ممّا يؤدي بالمتعلم إلى الحفظ الآلي والنسيان السريع مباشرة بعد الاختبارات .في ضوء الصعوبات المسجّلة عمليا و في ضوء النوعية الحقيقية للمكتسبات أو المهارات الحاصلة لدى المتعلمين. ظهرت تجربة المقربة بالكفايات وهي القدرة على الاستخدام الناجع لمجموعة مندمجة من المعارف والمهارات والسلوكات لمواجهة وضعية جديدة أو غير مألوفة وللتكيف معها ولحل المشكلات وانجاز مشروع . اد سلمنا بأن الكفاية يقصد بها توظيف مجموعة من القدرات فهذا يعني أن بعض القدرات التي تنمى وتكتسب عبر الوضعيات التعليمية التعلمية ستكون جوهرية لبلوغ الكفاية وتملكها. كما يعني بلوغ أو تحقق جملة من الأهداف المميزة عن طريق أهداف حصص مختلفة. لا نخفي ان هده التجربة استلزمت من العديد من الدول بقيام فرق البحث التربوي في مرحلة أولى بقراءة كامل للبرامج. وحدّدت أهم الأهداف التي يتوقف عليها نجاح المتعلم في مرحلة لاحقة...وضبطت المحتويات الواردة في البرامج والمتصلة بتلك الأهداف. كما عينت مختلف القدرات المنشودة في كلّ هدف مميز تنص عليه البرامج .تم بدأ تجريب برنامج الكفايات و أفرزت نتائج دراسات عن تحسن في أداء المتعلمين نتيجة تقييم مكتسباتهم بواسطة وضعيات إندماجية و دعمت الدراسة متابعة دقيقة للتطور الملحوظ في كل معيار من معايير التقييم الذي يقيس مدى تملك المتعلمين بالكفايات. ومن ذلك يمكننا القول أن التقييم المعياري في المقاربة بالكفايات هو الركيزة الجوهرية المعتمدة لتحسين نتائج المتعلمين باعتباره أداة دقيقة تقيس الأداء المنتظر وترصد الصعوبات التي تستوجب التدخل كما تمكن المربي من الوقوف على جوانب التميز فتدعمها.